
خاص “العالمية نيوز”: كيف تتلاعب الولايات المتحدة بمستقبل السلام في المنطقة
تقرير: ضحى ناصر
أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن حماس قد تنال درسًا قاسيًا في حال عدم تسليم سلاحها مشيرًا إلى أنه منع نتنياهو من الإستمرار في حرب غزة غير أن الضربات التي وجهتها إسرائيل لعدد من المناطق في قطاع غزة ، مشددًا على أن في حال ضم الضفة الغربية فإن إسرائيل ستفقد الدعم الأميركي لها في تناقض واضح بين تصريحات الإدارة الأميركية وبين مايحدث على أرض الواقع إذ أنه حتى اللحظة لم يُبدي الجانب الإسرائيلي إلتزام جاد بإتفاق السلام كما أن إدارة ترامب بذاتها قد أعربت مرارًا عن مخاوفها من إنهيار إتفاق السلام الهش، وهو مايفسر الزيارة العاجلة التي أجرها مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والصهر الرئاسي جاريد كوشنر، لتل أبيب من أجل لقاء نتنياهو وفريقه، ليلحقهم نائب الرئيس جي دي فانس الذي حمل رسالة مفاداها ضرورة إلتزام الطرفين بإتفاق السلام معتبرًا أن تصويت الكنيست على ضم الضفة مناورة غبية على حد وصفه قد تدفع الأمور نحو الأسوء.
توتر غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب بعد تصويت الكنيست على ضمّ الضفة الغربية
وعن ذلك يوضح المتخصص في الشأن الأميركي في تصريحات خاصة للعالمية نيوز
أن لهجة نائب الرئيس الأميركي ج. د. فانس حول تصويت الكنيست على ضمّ الضفة الغربية جاءت حادّة وغير مسبوقة، تعكس حجم التوتر القائم بين واشنطن وتل أبيب، وتنسجم في الوقت نفسه مع تحذيرات الرئيس دونالد ترامب من أن أي خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار سيعرّض تل أبيب لخسارة دعم واشنطن.
لافتًا إلى أن تصاعد القلق الأميركي حيال السياسات الإسرائيلية منذ أحداث السابع من أكتوبر، ليس وليد اللحظة بل يعود لنهايات حقبة بايدن إذ باتت إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء الأميركية دون تردد.
فقد سبق أن تحدّت حكومة نتنياهو الفيتو الأميركي ضد اجتياح رفح إبّان إدارة بايدن، ثم مضت لاحقًا إلى قصف أهداف داخل إيران وقطر خلال عهد ترامب.
وأوضح أن هذه الوقائع تكشف عن حالة من التمرّد الإسرائيلي على الحليف الأميركي، تجلّت مؤخرًا بتجاهل نائب الرئيس فانس، حين تمّ تمرير مشروع قانون ضمّ الضفة من دون إخطاره مسبقًا، وهو ما دفعه إلى وصف الخطوة بأنها «مناورة سياسية غبيّة»، بل أشار إلى أنه شعر «بالإهانة» لغياب التنسيق المسبق مع إدارته.
لافتًا إلى أنه على الرغم من أنّ هذا التصويت قد لا يؤدي مباشرة إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه يهدد جهود ترامب في تحقيق اختراق سياسي في مسار السلام، كما يُعقّد مساعيه لإحياء اتفاقيات إبراهيم، ما يضع إدارته في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.
هل تكترث اسرائيل بتلك التصريحات ام انها مناورة متفق عليها؟
ويرى اليونس أن إسرائيل لا تكترث بالتصريحات، بل تستمد جرأتها من ثقتها المطلقة بالدعم الأميركي المستمر، لسببين:
* قدرة اللوبي اليهودي (الأيباك) على التأثير في الانتخابات الأميركية.
* غياب بديل استراتيجي لإسرائيل بالنسبة لواشنطن في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن التجارب السابقة التي سمحت واشنطن خلالها لتل أبيب بتجاوزات سابقة (لبنان وسوريا)،تعتبر خير دليل على أنها ستسمح بتوسيع الاستيطان بالضفة، مبينًا أن الولايات المتحدة ترى في تعزيز أمن إسرائيل القومي امتدادًا لأمنها في الشرق الأوسط، حتى على حساب القانون الدولي.
ورجّح أن يكون ضم الضفة مناورة لتحويل الأنظار عن الخطة الفعلية في غزة، والتي تهدف إلى إعادة رسم خريطة القطاع ومنح إسرائيل السيطرة على أكثر من 50% من أراضيه تمهيدًا لاستيطانها.
بذلك، وعليه فإن خطوة الكنيست قد تكون جزءاً من مشروع استراتيجي أوسع يتم تنسيقه بين واشنطن وتل أبيب لفرض واقع جديد على الأرض في كل من الضفة وغزة قبل أي تسوية سياسية.
وبين إختلاف التصريحات الحادة لمسؤولي واشنطن مع الإجراءات الإسرائيلية على الأرض تستمر التساؤلات حول فعالية جهود السلام المستقبلية بل ومدى جدية إدارة ترامب في الحفاظ على استقرار المنطقة في ظل هذا التعقيد الاستراتيجي.