
جوائز الهرم الذهبي، متميزة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 46
تتميز جوائز الهرم الذهبي التي ستقدم خلال الدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي أعلن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم في فندق “سوفيتيل داون تاون النيل – القاهرة”، عن سلسلة تكريمات ستقدم خلال فعاليات الدورة 46، التي تقام في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، وتعتبر هذه التكريمات إضافة وتقدير للفنانين والشخصيات التي يرى فيها المهرجان نقطة تحول في عالم السينما والتمثيل والكتابة.
محمود عبد السميع
وتنطلق التكريمات بتكريم المدير التصوير السينمائي الكبير محمود عبدالسميع بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر اعترافًا بإسهاماته الكبيرة في عالم التصوير، بعشرات الأفلام التسجيلية والروائية التي أضافت عمقًا وثراءً للسينما المصرية.
ويعد محمود عبدالسميع، من أبرز الأسماء التي تألقت في التصوير السينمائي منذ نهاية ستينيات القرن المنصرم، لا سيما خلال انخراطه في تصوير الأفلام الوثائقية. يترأس الآن جمعية الفيلم وكذلك مهرجان جمعية الفيلم السنوي. حصل على بكالوريوس التصوير الفوتوغرافي والسينمائي من كلية الفنون التطبيقية عام 1966، وعمل مديرًا للتصوير ومشرفًا على الأفلام الوثائقية ومنْتجًا منفذًا بالمركز القومي للسينما.
قام بتدريس وتعليم التصوير والمهن السينمائية منذ الستينيات وحتى الآن، وصوَّر أكثر من 200 فيلم وثائقي منذ عام 1966. ويُعد أول مصور سينمائي يدخل جبهة القتال (حرب الاستنزاف، يوليو 1969، وأثناء وقف إطلاق النار حتى انتصارات حرب أكتوبر). كما عمل مع معظم مخرجي السينما الوثائقية المصريين من جيل الرواد والأجيال التالية، ومع بعض المخرجين العرب والأجانب.
إلى جانب مشاركته كمدير تصوير مع جيل الواقعية الجديدة الذي انتمى إليه في أفلام مثل: العوامة 70، الزمار، للحب قصة أخيرة، الصعاليك، وغيرها من الأفلام. شارك عبد السميع في العديد من المشروعات السينمائية خارج مصر (ألمانيا – النمسا – السعودية – سوريا – تونس) وسافر إلى العراق عام 1998، وشارك هناك في حملة “سينمائيون بلا حدود”.
محمد عبدالعزيز
كما أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تكريم المخرج محمد عبدالعزيز بالهرم الذهبي لإنجاز العمر، احتفاء بتاريخه السينمائي الكبير كأحد أبرز مخرجي السينما المصرية والذي تمتد مسيرته لأكثر من خمسين عاما.
ويعد محمد عبدالعزيز واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ الإخراج السينمائي في مصر. بدأ حياته الفنية في منتصف الستينيات كمساعد مخرج في أفلام هامة مثل “القاهرة 30″ (1966)، و”أبي فوق الشجرة” (1969)، و”نحن لا نزرع الشوك” (1970)، و”ثرثرة فوق النيل” (1971). انطلق ليصبح مخرجًا محترفًا في بداية السبعينيات، حيث كانت بدايته بفيلم “صور ممنوعة” (1972)، وكان ذلك من آخر أفلام الأبيض والأسود في تاريخ السينما المصرية.
تميز محمد عبدالعزيز برؤية إخراجية مميزة وأسلوب فني يجمع بين الواقعية والكوميديا الاجتماعية، مما جعله يشكل علامة فارقة في تجديد هذا النوع السينمائي الذي أعاد إليه الحياة من خلال مجموعة أفلام ناجحة، مثل “في الصيف لازم نحب” (1974)، و”عالم عيال عيال” (1976)، و”ألف بوسة وبوسة” (1977)، بالإضافة إلى تعاونه الطويل مع عادل إمام في أفلام من أشهرها “البعض يذهب للمأذون مرتين” (1978)، و”خلي بالك من جيرانك” (1979)، وصولًا إلى حنفي الأبهة (1990).
عبدالعزيز الذي يعتبره البعض خليفة الرائد فطين عبد الوهاب في إخراج الأفلام الكوميدية، لم يكتف بهذا النوع من الأفلام وإنما أخرج كذلك أفلامًا درامية مهمة مثل “انتبهوا أيها السادة” (1978) و”الحكم آخر الجلسة” (1985). وكان معروفًا بدقته العالية في التفاصيل، ويُعرف بين زملائه بالمخرج “الديكتاتور” لحرصه الشديد على إخراج عمل متقن ومحكم.
بموازاة عمله السينمائي، أبدع في مجال المسرح من خلال مسرحيات مثل “شارع محمد علي” و”عفروتو”، وترك بصمته أيضًا في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات مثل “يوم عسل يوم بصل” و”أبو ضحكة جنان” الذي تناول فيه قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين.
إلى جانب كونه مخرجًا، عمل محمد عبد العزيز لسنوات طويلة أستاذًا في المعهد العالي للسينما، وتخرج على يديه العديد من المخرجين والممثلين، مما عزز دوره في صناعة الجيل الجديد من فناني السينما المصرية. عائلته الفنية ممتدة، فهو والد الفنان كريم عبدالعزيز وشقيق المخرج عمر عبدالعزيز.
خالد النبوي
كذلك أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تكريم الممثل خالد النبوي بجائزة فاتن حمامة للتميز، احتفاء بمسيرته الحافلة التي تمتد على مدى أكثر من 35 سنة، والتي جسّد خلالها أدوارًا لا تنسى.
يعد خالد النبوي واحدًا من أبرز نجوم جيله وأكثرهم وعيًا بفكرة الفن كرسالة ثقافية وإنسانية تتجاوز حدود المحلية. بدأ مشواره في نهاية الثمانينيات بخطوات متأنية في السينما والتلفزيون، ثم سرعان ما لفت الأنظار بموهبته المركّبة وقدرته على بناء الشخصية من الداخل، عبر ملامح نفسية دقيقة وصوت يوازن بين القوة والهدوء.
تخرّج النبوي في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989 وهو العام الذي شهد عرض فيلمه الأول “ليلة عسل” مع المخرج محمد عبد العزيز، الذي تبعه بفيلم “المواطن مصري” مع مخرج كبير آخر وهو صلاح أبو سيف، حتى جاءت انطلاقته السينمائية الكبرى في فيلم «المهاجر» عام 1994 مع يوسف شاهين، الذي مثّل نقطة تحوّل في مسيرته وفتح له أبواب العالمية.
قدّم بعد ذلك مجموعة من الأفلام التي كرّسته كأحد الوجوه الأكثر حضورًا في السينما المصرية الحديثة، من بينها «المصير»، و«عمر 2000»، و«الديلر»، و«المسافر». وهي الأعمال التي ستفتح له الباب للمشاركة في أعمال هوليوودية بارزة مثل «Kingdom of Heaven» لريدلي سكوت، و«Fair Game»”” إلى جانب ناعومي واتس وشون بن، و«The Citizen » الذي كان بطولة مطلقة له وشارك من خلاله في مهرجانات دولية عدة.
وبجانب هذه الرحلة السينمائية المتميزة لخالد النبوي لا يمكن أن نغفل عن مشوار تلفزيوني موازٍ زاخر بالنجاحات، ويمتد لأكثر من 35 عامًا من تألقه الأول في “بوابة الحلواني”، وصولًا إلى “إمبراطورية م”. كما كان له حضوره المتميز في المسرح، محليًا كما في “الجنزير”، وعالميًا كما في “كامب ديفيد” التي لعب فيها شخصية الرئيس الراحل أنور السادات على خشبة مسرح “أرينا ستيدج” في واشنطن.
هيام عباس
كما سيكرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الممثلة والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، بجائزة الهرم الذهبي، تكريمًا لجهودها المستمرة في إضاءة القضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال أعمال فنية راقية وملتزمة، تعكس قوة صوت وقضية الشعب الفلسطيني وتجارب الشعوب العربية.
وهيام عباس هي ممثلة وكاتبة ومخرجة فلسطينية، تُعد من أبرز الوجوه العربية التي تركت بصمة عميقة في السينما العالمية. ولدت في مدينة الناصرة عام 1960، ودرست التصوير والمسرح في القدس قبل أن تنتقل إلى باريس في أواخر الثمانينيات.
منذ انطلاق مسيرتها، شاركت في أكثر من مئة فيلم، وبرعت في تقديم أدوار نسائية متعددة. اكتسبت شهرة واسعة من خلال أدوارها في أفلام عربية هامة مثل: “حيفا”، “باب الشمس” و”الجنة الآن”.
يتميز مسارها بالقدرة على العمل مع أجيال مختلفة من المخرجين، حيث عملت مع الرائد المخرج رشيد مشهراوي في فيلم “حيفا” والمخرج إيليا سليمان في فيلم “يد إلهية” وكذلك الأخوان عرب وطرزان ناصر، في فيلم “غزة مونامور”.
على الصعيد العالمي، شاركت في أفلام ضخمة مثل فيلم “ميونيخ” للمخرج ستيفن سبيلبرغ، “الزائر” للمخرج توماس ماكارثي وكذلك “بليد رانر 2049”. كما حظيت بتقدير كبير لدورها في مسلسل “Succession”، إضافة إلى دورها في مسلسل “رامي”.
لم يقتصر عملها على التمثيل، بل قامت بإخراج أفلام قصيرة وعدة أعمال مسرحية، بالإضافة إلى فيلمها الطويل الأول “إرث” عام 2012، كاشفة عن موقفها من السينما كسبيل للتعبير عن الهوية والحفاظ على الذاكرة الجماعية.
يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة الذي يحمل تصنيف الفئة “A” من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) بباريس. تأسس المهرجان عام 1976، ويُقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.