
بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس.. ناصر بوريطة يتوجه إلى دكار العاصمة السنغالية
العالمبة نبوز/ AlalamiyaNews
دكار، 7 أكتوبر 2025 – بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وحفظه، يشارك السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء في أشغال منتدى “إنفست إن سينغال” (Invest in Senegal) بدكار. ويحضر هذا الحدث الاقتصادي البارز وفد مغربي رفيع المستوى يضم فاعلين اقتصاديين من الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، إلى جانب كبار الشركات في مجالات البنوك، الصناعة الطبية والصيدلانية، الطاقة، والمياه.
يُعد المنتدى السنوي “إنفست إن سينغال” أبرز فعالية اقتصادية في السنغال، ينظمها تحت إشراف رئاسة الجمهورية، ويجمع قادة الأعمال الدوليين وحاملي المشاريع المحليين لتعزيز الاستثمارات. وتقدم الحكومة السنغالية فيه أفضل الفرص الاستثمارية أمام صناع القرار العالميين، بهدف جذب الرساميل وتسريع نمو الاقتصاد السنغالي، الذي يسعى لتحقيق معدل نمو يفوق 7% سنويًا في إطار رؤية “سنغال 2050”.
مشاركة مغربية استراتيجية: دعم التنمية الإفريقية
تأتي مشاركة المغرب الرفيعة المستوى في هذا المنتدى تأكيدًا على الدعم الملكي لمبادرات التنمية السنغالية، وتعكس جودة العلاقات الأخوية والتعاون المتين بين البلدين الشقيقين. ويُشار إلى أن الوفد المغربي، الذي يضم ممثلين عن الـCGEM وشركات رائدة مثل البنوك الوطنية والقطاع الصحي، سيعقد لقاءات مباشرة مع مستثمرين سنغاليين لاستكشاف فرص الشراكة في قطاعات الطاقة المتجددة، الزراعة المستدامة، والصناعات التحويلية.
في تصريح سابق، أكد السيد بوريطة أن “هذه المشاركة تندرج في سياسة المغرب الخارجية النشطة، التي تركز على تعزيز الشراكات الاقتصادية مع إفريقيا، مستلهمة رؤية جلالة الملك للوحدة الإفريقية”. ومن المتوقع أن يركز الوفد على مشاريع مشتركة، مثل تطوير البنية التحتية في السنغال عبر الخبرة المغربية في الطاقة والمياه، بالإضافة إلى تعزيز التجارة الثنائية التي بلغت 1.2 مليار دولار في 2024، مع نمو بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق.
سياق التعاون المغربي-السنغالي: شراكات جنوب-جنوب
يُعد المنتدى فرصة ذهبية لتعزيز الشراكات الجنوب-جنوب، التي يُوليها جلالة الملك محمد السادس اهتمامًا خاصًا كجزء من رؤيته الاستراتيجية لتنمية القارة الإفريقية. منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في 2017، شهد التعاون بين المغرب والسنغال تطورًا ملحوظًا في مجالات الزراعة، الصحة، والطاقة. على سبيل المثال، ساهمت شركات مغربية في مشاريع مياه في السنغال، بينما استثمرت السنغال في الصناعات الغذائية المغربية.
كما يأتي المنتدى في سياق الالتزام المغربي بأجندة الاتحاد الإفريقي للتنمية، حيث يُعد المغرب أحد أكبر المستثمرين في إفريقيا الغربية، مع استثمارات تتجاوز 5 مليارات دولار في السنوات الأخيرة. وفي خطاب ملكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2024، شدد جلالة الملك على أن “الشراكات الجنوب-جنوب هي السبيل لتحقيق تنمية مستدامة مشتركة، بعيدًا عن التبعيات”.
آفاق المنتدى: جذب الاستثمارات وتعزيز النمو
سيُقدم المنتدى “إنفست إن سينغال” أكثر من 100 مشروع استثماري سنغالي، بقيمة إجمالية تفوق 10 مليارات دولار، في قطاعات الطاقة، اللوجستيك، والزراعة. ومن المتوقع أن يؤدي إلى توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات، مع تركيز على الشراكات الدولية. بالنسبة للمغرب، يُمثل هذا فرصة لتصدير الخبرات في الطاقة الشمسية (مثل مشروع نور في ورزازات) والصناعات الدوائية، مما يعزز من مكانة المغرب كبوابة لإفريقيا.
في الختام، تُبرز مشاركة السيد بوريطة والوفد الاقتصادي التزام المغرب بتعزيز التعاون الإفريقي، مستلهمًا الرؤية الملكية لقارة مترابطة ومزدهرة. هذا الحدث يُعزز من الروابط الثنائية، ويُساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين.
هل تعتقد أن الشراكات المغربية-السنغالية ستغير وجه الاستثمار في غرب إفريقيا؟ شارك رأيك في التعليقات.