
وساطة سعودية محتملة: هل تنجح في إنهاء التوتر بين المغرب والجزائر؟
العالمية نيوز AlalamiyaNews
أثار اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، كمبعوث خاص للملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، نقاشات واسعة حول إمكانية تدخل سعودي لإصلاح العلاقات المغربية-الجزائرية. يأتي ذلك في سياق استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لسفير الرياض في الجزائر، مما يعزز التكهنات بجهود دبلوماسية مشتركة لتهدئة التوترات الإقليمية.
السياق الدبلوماسي: ضغوط أمريكية ودور الرياض
تكتسب هذه التحركات زخمًا إضافيًا مع الجهود الأمريكية لدفع الجزائر نحو تسوية النزاع حول الصحراء المغربية، الذي يُعد الخلاف الأساسي بين الرباط والجزائر. تواصل الجزائر دعم جبهة “البوليساريو” والطرح الانفصالي في الأقاليم الجنوبية المغربية، بينما يصر المغرب على أن مبادرة الحكم الذاتي لعام 2007 هي الأساس الوحيد لأي حل، مدعومة من دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا.
وفقًا لتقارير إعلامية حديثة، أرسلت الرياض رسائل متزامنة إلى الجانبين، مما يشير إلى رغبة في لعب دور الوسيط لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ 1994 وتعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة مع التحديات الاقتصادية والأمنية في المغرب العربي.
آراء الخبراء: تعقل جزائري مطلوب
في تصريح اعلامي، أكد صبري عبد النبي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن “السعودية تسعى لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، لكن الأمر يحتاج تعقلًا من صناع القرار في الجزائر أكثر من وساطة”. وأضاف أن ملف الصحراء “دخل مراحله النهائية” مع تحركات أمريكية لتصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، مما قد يساعد في الحفاظ على “ماء وجه” الجزائر مقابل تكريس السيادة المغربية.
وشدد عبد النبي على أن الجزائر وحدها ترى في الصحراء “تصفية استعمار”، بينما يرى المغرب فيها إكمال للوحدة الترابية. ودعا إلى اعتراف الجزائر بـ”خطئها التاريخي” في إيواء جماعات انفصالية، وإحصاء سكان مخيمات تندوف لعودتهم إلى أوطانهم.
صوت من الداخل: إشارات إيجابية وشروط أساسية
من جانبه، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي العسكري السابق في “البوليساريو”، إن “الاعتبارات السياسية والاقتصادية تفسر التدخل السعودي المحتمل، خاصة مع التطورات في المشرق العربي”. وأشار إلى إشارات إيجابية مثل خطاب عيد العرش المغربي الدافئ تجاه الجزائر، وعدم ذكر تبون للصحراء في لقائه الأخير مع الصحافة.
وأضاف ولد سيدي مولود أن “التوتر الحالي يهدد الاستقرار الإقليمي، خاصة مع الاحتجاجات في المغرب التي قد تنتقل إلى الجزائر”، مشيرًا إلى دور أمريكي خفي يدعم التقارب. واعتبر أن نجاح الوساطة يتطلب “تحييد قضية الصحراء عن المفاوضات الثنائية، وتركها للأمم المتحدة”.
الآفاق: تحديات وفرص
تشير التحليلات إلى أن الوساطة السعودية قد تكون جزءًا من جهود أوسع لتعزيز الاتحاد المغاربي، لكن نجاحها يعتمد على حل الخلافات الأساسية حول الصحراء والحدود. مع دعم دولي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي، يبقى الأمل معلقًا بإرادة الجانبين للحوار المسؤول، وسط مخاوف من تصعيد إقليمي.