من المقالب إلى الهلع.. ترند “رجل مشرد في بيتنا” يُثير قلق الأسر المغربية
العالمية نيوز AlalamiyaNews
اجتاح تطبيق “تيك توك” في المغرب ترندًا غريبًا بعنوان “رجل مشرد في بيتنا”، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور واقعية تُظهر غرباء داخل المنازل كما لو كانت مشاهد حقيقية، مُحوّلًا مزاحًا رقميًا إلى موجة هلع حقيقية بين الأسر. بدأ الترند كمقالب بسيطة يشاركها الأطفال مع أهلهم، لكنه سرعان ما أثار خوفًا جماعيًا بعد صدق البعض للصور المزيفة، مما دفع لدعوات واسعة على وسائل التواصل لفتح تحقيقات رسمية حول الجهات المسؤولة عن إنتاج هذا المحتوى المضلل.
من مزاح إلى هلع: كيف يعمل الترند؟
يعتمد الترند على أدوات AI مثل Midjourney أو Stable Diffusion لإنشاء صور عالية الدقة لرجل “مشرد” بملابس ممزقة يجلس داخل غرف المنازل، مع تفاصيل واقعية تجعلها تبدو حقيقية. يرسل الأبناء هذه الصور لوالديهم عبر رسائل نصية، مصحوبة بتسجيلات صوتية تُدّعي وجود “غريب” في المنزل، مما يُثير ردود فعل هلع فورية. ولم يقتصر الأمر على الأسر؛ فقد انتشرت صور مشابهة في مدارس أمريكية (مثل مقاطعة آيلاند بواشنطن)، مما دفع الشرطة إلى إصدار تحذيرات وتحقيقات.
أثار الترند حملات على فيسبوك وإنستغرام تطالب بـ”رقابة تيك توك”، محذّرة من استغلال الصور في الابتزاز، التشهير، أو بث الرعب، خاصة بين الأطفال والمراهقين. وتفاعل نشطاء مغاربة بدعوات لقوانين صارمة ضد المحتوى المزيف، معتبرين أن الخوارزميات تُروّج له لزيادة التفاعل.
تحذيرات الخبراء: مخاطر نفسية وأخلاقية
حذّر أنوار قورية، خبير مغربي في الذكاء الاصطناعي، من “الجانب المظلم” لهذه الترندات، قائلًا لـ”العربية نت”: “تُستخدم لتوليد مشاهد واقعية تُوهم بوجود خطر، مما يُخلق خوفًا نفسيًا يؤدي إلى القلق، اضطرابات النوم، وضعف الثقة بالواقع الرقمي، خاصة لدى الأطفال”. أكد قورية أن الخوارزميات تُفضّل المحتوى المثير للرعب لزيادة المشاهدات، مما يُضاعف المخاطر، ودعا إلى رفع الوعي الرقمي، تفعيل أدوات الحماية الأبوية، ورقابة أكثر شفافية.
في المغرب، أثار الترند نقاشًا حول تنظيم الـAI، مع مطالب بتطبيقات تكتشف المحتوى المزيف، وتوعية في المدارس. يُعد هذا الترند جزءًا من موجة عالمية للمقالب الرقمية، لكنه يُبرز الحاجة إلى قوانين محلية لمواجهة التضليل.
هل وقعت ضحية لترند “رجل مشرد في بيتنا” على تيك توك؟ شارك تجربتك في التعليقات
