
انتفاضة جيل Z تدفع رئيس مدغشقر إلى الفرار من البلاد
العالمية نيوز AlalamiyaNews
أعلن رئيس مدغشقر، أندري راجويلينا، فراره من البلاد خوفًا على حياته بعد تمرد عسكري، دون الإعلان عن استقالته، في خطاب بُثّ مساء الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مكان مجهول، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” الثلاثاء. يأتي هذا الإعلان في خضم أزمة سياسية حادّة، حيث شهدت الجزيرة احتجاجات عنيفة قادها “جيل زد”، تحولت من مطالب بتحسين الخدمات إلى دعوات لإسقاط الحكومة.
تصعيد الأزمة: من الاحتجاجات إلى التمرد العسكري
بدأت الاحتجاجات في 25 سبتمبر بسبب انقطاعات المياه والكهرباء، لكنها سرعان ما اتّسعت لتشمل اتهامات بالفساد والفقر، مما أدّى إلى مقتل 22 شخصًا وإصابة عشرات آخرين، حسب تقارير الأمم المتحدة التي انتقدت استخدام القوة المفرطة. تصاعدت الأحداث السبت الماضي عندما انضمّت وحدة “كابسات” النخبوية – التي ساعدت راجويلينا نفسه في الوصول إلى السلطة عبر انقلاب 2009 – إلى المتظاهرين في ساحة رئيسية بأنتاناناريفو، مطالبة الرئيس ووزرائه بالتنحّي.
في خطابه، قال راجويلينا: “اضطررتُ إلى البحث عن مكان آمن لحماية حياتي”، محذّرًا من “محاولة غير قانونيّة للاستيلاء على السلطة”. دعا إلى حوار يحترم الدستور لإيجاد مخرج من الأزمة، دون الكشف عن وجهته أو كيفيّة مغادرته، رغم تقارير تشير إلى نقله على متن طائرة عسكريّة فرنسيّة. كان الخطاب مقرّرًا للبثّ التلفزيونيّ الرّسميّ، لكنه تأخّر ساعات بعد محاولة جنود السيطرة على مباني الإذاعة، فبُثّ فقط على صفحة الرّئاسة بفيسبوك.
سيطرة “كابسات” ودعم الشعب
أعلنت وحدة “كابسات” سيطرتها على جميع القوات المسلحة، وعيّنت ضابطًا جديدًا قائدًا للجيش بموافقة وزير الدّفاع في غياب الرئيس. يدعمها وحدات أخرى، بما في ذلك قوات الدّرك، وقال قائدها، الكولونيل مايكل راندريانيرينا، إنّ الجيش “استجاب لنداءات الشّعب”، نافيًا وجود انقلاب ومُتركًا القرار للشّعب بشأن الاستقالة أو الانتخابات الجديدة. أفاد بتبادل إطلاق نار مع قوات الأمن أسفر عن مقتل جنديّ، لكنّ الشّوارع لم تشهد معارك كبيرة، وظهر الجنود على مدرّعات يلوّحون بالأعلام وسط ترحيب السّكّان.
ردود الفعل الدوليّة والتّاريخ المتقلّب لمدغشقر
نصحت السّفارة الأمريكيّة مواطنيها بالبقاء في منازلهم بسبب “الوضع المتقلب”، بينما دعا الاتّحاد الأفْريقيّ إلى الهدوء وضبط النّفس. وفي سياق تاريخيّ، تعرّضت مدغشقر – المستعمرة الفرنسيّة السابقة منذ استقلالها عام 1960 – لعدّة انقلابات، وبرز راجويلينا بعد انقلاب 2009 الّذي أجبر الرّئيس السابق مارك رافالومانانا على الفرار. انتُخب رئيسًا عام 2018 وأُعيد انتخابه في 2023 رغم مقاطعة المعارضة. كما فرّى رئيس الوزراء السابق ومستشار رئيسيّ إلى موريشيوس على متن طائرة خاصّة، مُثيرًا استياء حكومتها.
يُمثّل هذا التّطوّر أكبر اضطرابات في البلاد منذ تولّي راجويلينا السلطة، ويُستلهم منظّمو “جيل زد” من انتفاضات نيبال وسريلانكا. مع غياب الرّئيس، تبقى الأنظار مُوجّهة نحو تطوّر الأحداث في أنتاناناريفو، حيث يُخشى تصعيدًا إضافيًّا.
هل تُعتقد أنّ هذه الأزمة ستؤدّي إلى انتقال سلميّ للسّلطة في مدغشقر، أم أنّها ستُشعل فتيل فوضى أكبر؟ شاركْنا رأْيَكْ في التَّعْلِيقَاتْ!