
حلقة نقاش حول “الرؤية العربية 2045” خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة
عقد المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، حلقة نقاش حول “الرؤية العربية 2045” التي أقرها القادة العرب في القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في بغداد، العراق، في أيار/مايو 2025.
وجمعت الحلقة ممثلين رفيعي المستوى من الدول العربية، إلى جانب مسؤولي الأمم المتحدة والخبراء الفنيين وقادة الفكر وشركاء التنمية ذوي الصلة الذين ناقشوا الإجراءات الاستراتيجية اللازمة لتحقيق الطموحات الجريئة للرؤية العربية 2045، التي جاءت كنتاج لجهود جماعية، بقيادة الإسكوا وجامعة الدول العربية، لتلبي الحاجة الملحة إلى خارطة طريق للمنطقة العربية توازن بين الطموح والواقعية وتستند إلى مبادرات إقليمية قابلة للتنفيذ.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي: “تجسد الرؤية العربية 2045 أملنا الجماعي في مستقبل مشرق يلبي تطلعات جميع شعوب المنطقة العربية، نحو السلام والازدهار والتنمية المستدامة. فهي تقدم دليلا عمليا للمستقبل، يهدف إلى إلهام الطموح، وإطلاق العنان للإمكانات، وتعزيز العمل المشترك والتعاون الإقليمي”.
ركزت مداولات حلقة النقاش الرفيعة المستوى، التي عُقدت في إطار الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان “مسارات التحوّل: تعزيز تنفيذ الرؤية العربية 2045″، على الأولويات الحاسمة والحلول العملية المُحتملة لتحفيز العمل على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف الطموحة التي حددتها الرؤية، مع مراعاة سياق التنمية الحالي والتحديات والفرص الناشئة في المنطقة.
وقالت الأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة رولا دشتي: “تدعم الرؤية العربية 2045 القيم الإنسانية الراسخة المتجذرة في تراث المنطقة العربية، وترى فيها أسسا للتنمية الشاملة والمستدامة التي تركز على الإنسان”.
أضافت: “نحن ملتزمون بدعم الدول العربية في تحويل هذه الرؤية إلى تقدم ملموس، من خلال سياسات قائمة على البيانات، والتعاون الإقليمي، وعزم مشترك على تمكين كل فرد في مجتمعاتنا”.
ترتكز الرؤية العربية 2045 على ست ركائز مترابطة لتحقيق مستقبل واعد: الأمن والأمان، العدل والعدالة، الابتكار والإبداع، الازدهار والتنمية المتوازنة، التنوع والحيوية، والتجديد الثقافي والحضاري. تعكس هذه الركائز الأولويات الأكثر إلحاحا في المنطقة، مع مراعاة التحولات العالمية العميقة التي تعيد تشكيل العالم المعاصر، والتركيز على التخفيف من الآثار السلبية المحتملة لهذه التحولات والاستفادة من الفرص التي قد توفرها للتقدم في المنطقة على مدى العقود القادمة.
وقال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور عبد الله الدردري: “ان نقاشنا العملي اليوم يركز على آليات تفعيل الرؤية العربية، بما في ذلك متطلبات تحقيق التدابير المقترحة لتحقيق النتائج، وأنظمة الرصد اللازمة لتتبع الأداء، والدعم التقني ودعم السياسات اللازم للتنفيذ الفعال”.
أضاف: “نحن على أتم الاستعداد للمساهمة في تنفيذ الرؤية، معتمدين على حضورنا الميداني الواسع، وخبرتنا الواسعة في تقديم حلول تنموية متكاملة، تحشد طاقات منظومة الأمم المتحدة”.
ناقشت حلقة النقاش توجهات العمل لدعم خطط التنمية الوطنية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها عالميا، مع إرساء أسس المستقبل نحو عام 2045، بما في ذلك تحقيق الازدهار من خلال اقتصادات متنوعة تُعزز النمو الشامل والمستدام، واستراتيجيات لتمكين التعافي من النزاعات والأزمات في أجزاء من المنطقة؛ والاستفادة من فرص الابتكار والتكنولوجيا للنهوض باقتصادات قائمة على المعرفة تُعزز القدرات والرفاه في المجتمعات العربية.