
أقصر ولاية في الجمهورية الخامسة: رئيس وزراء فرنسا الجديد يستقيل بعد إعلان حكومته
العالمية نيوز
أعلن قصر الإليزيه، اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، قبول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستقالة رئيس الوزراء الجديد سيباستيان ليكورنو، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان تشكيل حكومته. هذه الاستقالة، السابعة في عهد ماكرون، تأتي وسط أزمة سياسية متفاقمة، حيث فشل ليكورنو في إنقاذ البلاد من الشلل البرلماني، مما يجعله أقصر رئيس وزراء خدمة منذ 1958.
أسباب الاستقالة: انتقادات لاذعة للتشكيلة الحكومية
قدم ليكورنو، الذي عُيّن قبل أقل من شهر، استقالته بعد ساعات من الكشف عن حكومته، التي اعتمدت على وجوه مألوفة إلى حد كبير. أثار نقل وزير الاقتصاد السابق برونو لومير إلى وزارة الدفاع غضب حزب الجمهوريين المحافظين، بينما انتقدت المعارضة التشكيلة برمتها لعدم تجديدها، إذ خدم 12 وزيرًا من أصل 18 في عهد سلفه فرانسوا بايرو، الذي أُقيل في 8 سبتمبر الماضي. وصف اليمين المتطرف في حزب التجمع الوطني التشكيلة بأنها “عدم كسر مع الماضي”، مما أدى إلى تهديدات بتصويت عدم الثقة.
التأثيرات الاقتصادية والسياسية
أدت الاستقالة إلى انخفاض حاد في أسواق باريس، مع تراجع اليورو وانهيار أسهم البورصة، وسط مخاوف من عدم تمرير ميزانية 2026 في ظل الديون المتصاعدة والعجز المالي. الآن، يُتوقع خطابًا تلفزيونيًا من ليكورنو لاحقًا اليوم، بينما يدعو حزب التجمع الوطني ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية (البرلمان)، مما ينذر بتصعيد الأزمة. هذه الاستقالة تُعمق الشلل السياسي، حيث يفتقر البرلمان إلى أغلبية واضحة بعد الانتخابات المبكرة، وتُعد الثالثة في عام واحد.
خلفية ليكورنو: مسيرة قصيرة ومأساوية
كان ليكورنو، البالغ من العمر 39 عامًا وسابقًا وزير الدفاع، قد عُيّن في 9 سبتمبر كخامس رئيس وزراء في عامين، ليحل محل بايرو. خدم 26 يومًا فقط، مسجلاً رقمًا قياسيًا سلبيًا في التاريخ الحديث. الاستقالة جاءت بعد اجتماع دام ساعة مع ماكرون، حيث أكد ليكورنو أن “الشروط لم تتوفر” لاستمراره، وسط انقسامات داخل معسكره الوسطي واليميني.
تُفاقم استقالة ليكورنو الأزمة الفرنسية، وتُلقي بظلالها على الاستقرار الاقتصادي والسياسي. مع دعوات متزايدة لانتخابات برلمانية مبكرة، يواجه ماكرون، الذي أكد عدم الاستقالة قبل 2027، اختبارًا صعبًا لإيجاد حكومة مستقرة. هذا الحدث يُذكّر بتأثير البرلمان المنقسم على الحكم في فرنسا، وسط توقعات بتصعيد التوترات.