alalamiyanews.com

Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here
Click Here

الزليج المغربي: سحر التراث الفاسي يأسر العالم

0 Shares
10 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

العالمية نيوز/ حليمة ابراهيم أمزال

يُعد الزليج المغربي رمزاً للإبداع الفني والتراث الثقافي العريق، حيث يجمع بين جمال التصميم ودقة الصنعة التقليدية. تتجلى فيه روح الحضارة المغربية التي امتزجت بتأثيرات الأندلس والإسلام، ليصبح تحفة فنية تزين القصور والمساجد والدور التقليدية. مدينة فاس، عاصمة الزليج المغربي، تظل القلب النابض لهذا الفن، حيث يبرز الصانع الفاسي كحارس لتراث يمتد لقرون، ممزوجاً بالمهارة والابتكار.

جذور الزليج: تراث عابر للزمن

يعود أصل الزليج إلى العصر الإسلامي، حيث انتقلت تقنياته من الأندلس إلى المغرب في القرن العاشر، ليصبح علامة مميزة للعمارة المغربية. كلمة “زليج” مشتقة من العربية، وتعني “البلاط الصغير”، وهي تُشير إلى قطع الفسيفساء الملونة المصنوعة من الطين المزجج. استلهم الفنانون المغاربة أنماطهم من الزخارف الهندسية الإسلامية، التي تتجنب تجسيد الكائنات الحية وتركز على التناظر والانسجام. في فاس، تطورت هذه الصناعة مع العائلات الحرفية التي نقلت أسرارها عبر الأجيال، لتزدهر في العصور المرينية والعلوية.

مهارة الصانع الفاسي: فن وصبر

يُعتبر الصانع الفاسي العمود الفقري لفن الزليج، حيث تتطلب صناعته دقة متناهية وصبراً لا نهائي. تبدأ العملية بحرق الطين في أفران تقليدية، ثم تلوينه بأصباغ طبيعية مثل الأزرق الفاسي، الأخضر الزمردي، والأصفر الزعفراني. يقوم الصانع بقطع القطع يدوياً إلى أشكال هندسية دقيقة، مثل النجوم والمثمنات، باستخدام أدوات تقليدية كالمنقاش. يتم ترتيب هذه القطع لتشكل لوحات فسيفسائية معقدة، تعكس تناغماً بصرياً يأسر العين. في أحياء فاس القديمة، مثل حي الحرفيين بالقرب من باب الفتوح، تتوارث العائلات هذا الفن، حيث يتدرب الشباب تحت إشراف “المعلم” لسنوات قبل أن يصبحوا صانعين مستقلين.

الزليج في العمارة المغربية

يحتل الزليج مكانة مركزية في العمارة المغربية، حيث يزين جدران المدارس العتيقة مثل مدرسة البوعنانية بفاس، وقصور السلاطين كقصر الباهية بمراكش، والمساجد الكبرى كجامع القرويين. تصاميمه الهندسية، التي غالباً ما تتضمن أنماط النجمة ذات الثمانية أو اثني عشر رأساً، تعكس فلسفة التناغم الكوني. كما يُستخدم الزليج في الأفنية الداخلية والنافورات، مما يضفي إحساساً بالهدوء والرفعة. هذا الفن لا يقتصر على الزخرفة، بل يُعد تعبيراً عن الهوية المغربية، حيث يمزج بين الجمال والوظيفة في مقاومة الرطوبة والحرارة.

تحديات الحفاظ على التراث

رغم عراقة الزليج، يواجه هذا الفن تحديات في العصر الحديث، مثل منافسة المواد الصناعية الرخيصة والتغيرات في أنماط البناء. العديد من الصانعين التقليديين في فاس يعانون من تراجع الطلب المحلي، مما يدفع الأجيال الشابة للبحث عن مهن أخرى. ومع ذلك، تشهد الصناعة انتعاشاً بفضل السياحة والاهتمام العالمي، حيث يُصدر الزليج المغربي إلى أوروبا وأمريكا لتزيين الفيلات والفنادق الفاخرة. مبادرات مثل المدارس الحرفية في فاس، بدعم من وزارة الصناعة التقليدية، تسعى لتكوين جيل جديد من الحرفيين، مع الحفاظ على الأساليب التقليدية.

الزليج في العصر الحديث

يواصل الزليج المغربي إلهام المصممين حول العالم، حيث يُدمج في التصاميم المعاصرة، سواء في المطاعم الفاخرة أو المتاحف العالمية. في فاس، يبتكر الصانعون أنماطاً جديدة تدمج الألوان الحديثة مع التقاليد، لتلبية أذواق الأسواق العالمية دون فقدان الأصالة. كما تُنظم معارض دولية، مثل مهرجان فاس للصناعة التقليدية، لتسليط الضوء على هذا الفن، مما يعزز مكانة المغرب كمركز ثقافي عالمي.

الزليج المغربي ليس مجرد بلاط مزخرف، بل هو تعبير عن روح الحضارة المغربية ومهارة الصانع الفاسي. من خلال دقته الهندسية وألوانه الزاهية، يروي قصة قرون من الإبداع والصبر. في فاس، يظل هذا الفن رمزاً للهوية والفخر الوطني، يتحدى الزمن ويواصل إلهام العالم.

هل زرت معلمة مغربية مزينة بالزليج؟ شاركنا تجربتك في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com