أوروبا تواجه “حرب هجينة” روسية: فون دير لايين تدعو للردع بين تقدم موسكو في أوكرانيا

العالمية نيوز AlalamiyaNews

في تصريحات أثارت توتراً في الأوساط الدولية، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، أن أوروبا يجب أن “ترد” بقوة على “الحرب الهجينة” التي تشنها روسيا ضدها. ووصفت الأجواء في الأجواء الأوروبية بأنها تشهد “أمراً جديداً وخطيراً”، مشددة على ضرورة الانتقال من ردود الفعل إلى استراتيجيات ردع فعالة. هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد التوترات الأمنية في القارة، مع تزايد التقارير عن عمليات مشبوهة ترتبط بموسكو.

دعوة للردع الأوروبي أمام البرلمان

ألقت فون دير لايين خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث حذرت من أن التردد في التحرك قد يوسع “منطقة الرمادية” التي تستغلها روسيا للقيام بعمليات غير تقليدية. وقالت: “علينا ألا نكتفي بردود الفعل، بل يجب أن نقوم بالردع. لأننا إذا ترددنا في التحرك، فإن نطاق المنطقة الرمادية سيتسع”. هذه الكلمات تعكس قلقاً متزايداً من استخدام موسكو لأساليب هجينة تشمل الدعاية، الهجمات الإلكترونية، والعمليات السرية، في محاولة لزعزعة الاستقرار الأوروبي.

تقدم روسي في أوكرانيا: بوتين يعلن سيطرة على آلاف الكيلومترات

في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، عن سيطرة قواته على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال عام 2025 وحده. وأكد بوتين، خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين الروس، أن موسكو تحتفظ بالمبادرة الاستراتيجية الكاملة في ساحة المعركة. وأضاف أن كييف تحاول شن هجمات في عمق الأراضي الروسية، لكن ذلك لن يغير من واقع السيطرة الروسية. كما شدد على أن المجمع الصناعي العسكري الروسي يلبي احتياجات الجيش بالكامل، ويطور أسلحة حديثة بوتيرة سريعة، مما يعزز من قدرات موسكو في النزاع المستمر.

اتهامات أوكرانية لروسيا باستخدام ناقلات النفط للتجسس والتخريب

من جانبه، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهامات مباشرة لروسيا باستخدام ناقلات النفط لجمع معلومات مخابراتية وتنفيذ عمليات تخريبية. وكتب زيلينسكي في منشور على تطبيق تليغرام، بعد إحاطة من رئيس المخابرات الخارجية الأوكرانية أوليه إيفاشينكو، أن “الروس يستخدمون ناقلات النفط ليس فقط لكسب المال من أجل تمويل الحرب، بل أيضاً لأغراض الاستطلاع وحتى التخريب”. وأكد أن أوكرانيا تتعاون مع حلفائها لوقف هذه الأنشطة، مشدداً على إمكانية “إيقاف ذلك تماماً”.

تعليق الملاحة الجوية الأوروبية وإيقاف ناقلة نفط في فرنسا

شهدت مطارات أوروبية عدة تعليقاً للملاحة الجوية مؤخراً بعد رصد مسيرات غامضة في مجالها الجوي، مع إشارات إلى تورط روسي في هذه الحوادث، رغم نفي موسكو لأي صلة بها. وفي سياق متصل، أوقفت فرنسا مؤخراً ناقلة نفط مشتبه بها في الارتباط بروسيا، بتهمة مشاركتها في إطلاق مسيرات مشبوهة فوق الأراضي الأوروبية. هذه التطورات تبرز التوترات المتزايدة، وتدعم مخاوف فون دير لايين من تصعيد “الحرب الهجينة”.

تُظهر هذه الأحداث كيف تتداخل الجبهات العسكرية التقليدية مع التهديدات غير التقليدية، مما يضع الاتحاد الأوروبي أمام تحديات أمنية معقدة. مع استمرار النزاع في أوكرانيا، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستنجح أوروبا في بناء استراتيجية ردع فعالة، أم ستتسع “المنطقة الرمادية” كما حذرت رئيسة المفوضية؟