طريق الحرير القطبي: الصين تفتتح أول ممر بحري شمالي إلى أوروبا

في خطوة استراتيجية تعيد رسم خريطة النقل البحري العالمي، أطلقت الصين أول رحلة تجارية منتظمة إلى أوروبا عبر الممر البحري الشمالي (NSR) في القطب الشمالي، مما يُعد خطوة أولى نحو “طريق الحرير القطبي”. هذه الرحلة، التي أصبحت ممكنة بفضل ذوبان الجليد الناتج عن تغير المناخ، تقلل الوقت بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالطريق التقليدي عبر قناة السويس، وتفتح آفاقاً جديدة للتجارة بين آسيا وأوروبا.

تفاصيل الرحلة الرائدة

• السفينة والمسار: غادرت السفينة “Istanbul Bridge”، التي تحمل 4,890 حاوية، ميناء نينغبو-تشوشان في الصين في 20 سبتمبر 2025، متجهاً إلى ميناء فيليكستو في بريطانيا، مروراً بموانئ روتردام (هولندا)، هامبورغ (ألمانيا)، وغدانسك (بولندا). استغرقت الرحلة الشمالية حوالي 18-20 يوماً، مقارنة بـ35-40 يوماً عبر السويس.
• الدعم الروسي: تعاونت الصين مع روسيا، التي توفر كاسحات جليد نووية قوية لفتح الممر، الذي يصبح قابلاً للملاحة موسمياً (صيفاً وخريفاً). هذا التعاون يعزز الاقتصاد الروسي تحت العقوبات، بينما يوفر للصين بديلاً عن النقاط الساخنة مثل البحر الأحمر.

الفوائد الاقتصادية والبيئية

• توفير الوقت والتكاليف: يقلل الممر الشمالي الوقت بنسبة 50%، مما يوفر وقوداً ويقلل الانبعاثات بنسبة 30-50% للبضائع الحساسة زمنياً مثل البطاريات والملابس. يُتوقع أن يحمل 200 مليون طن سنوياً بحلول 2030، حسب خطط روسيا.
• التحديات: الممر موسمي بسبب الجليد، ويتطلب تأميناً أعلى بسبب العواصف والمخاطر البيئية. ومع ذلك، يُعد خطوة نحو “طريق الحرير القطبي”، جزء من استراتيجية الصين للقطب الشمالي.

السياق الجيوسياسي

يأتي هذا الإطلاق في وقت يواجه فيه الطريق التقليدي اضطرابات (مثل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر)، مما يجعل الممر الشمالي بديلاً استراتيجياً. الصين تكتسب خبرة قطبية، بينما تعزز روسيا نفوذها في المنطقة. الخبراء يرون أن هذا قد يعيد تشكيل التجارة العالمية، لكنه يثير مخاوف بيئية من زيادة النشاط في القطب الشمالي.

هل تعتقد أن الممر الشمالي سيحل محل قناة السويس في التجارة العالمية، أم أنه مجرد خيار موسمي؟ شاركنا رأيك في التعليقات!