
إشكالية الإعلام العمومي تتجدد: نقاش “دوزيم” حول الاحتجاجات يثير انتقادات حادة
العالمية نيوز
برزت من جديد إشكالية جودة الإعلام العمومي في المغرب، مع عرض برنامج خاص على القناة الثانية “دوزيم”، مخصص لتحليل الأحداث التي شهدتها عدة مدن مغربية. ورغم النوايا الإيجابية للبرنامج، الذي استضاف شخصيات متميزة مثل وسيط المملكة حسن طارق والباحث الاجتماعي مصطفى اليحياوي، إلا أن أداء الإعلامية سناء رحيمي في إدارة النقاش أثار انتقادات حادة، مما أعاد فتح النقاش حول ضرورة تجديد الكفاءات في الإعلام العمومي.
أداء مخيب للآمال
بث البرنامج مباشرة مساء الجمعة 3 أكتوبر 2025، لكنه لم يرقَ إلى مستوى التوقعات بسبب أسلوب تقديم سناء رحيمي. سجل المشاهدون عدة ملاحظات سلبية، حيث بدت رحيمي شاردة أحياناً، ضعيفة فكرياً مقارنة بمستوى ضيوفها، ومفتقرة إلى التركيز اللازم. أكثرت من مقاطعة الضيوف، مما حال دون استكمال أفكارهم، وحرم المشاهدين من الاستفادة من تحليلات عميقة كتلك التي قدمها مصطفى اليحياوي أو العروض الواضحة لحسن طارق. بدلاً من تهدئة الأجواء وإغناء النقاش، بدا أن الحلقة انحرفت نحو “دغدغة المشاعر” بدل تقديم تحليل رصين.
هفوات متكررة تثير الجدل
لم تكن هذه الملاحظات الأولى حول أداء رحيمي، فقد سبق أن أثارت جدلاً بخطأ إعلامي كبير عندما ذكرت أن عمر الملك محمد السادس 72 عاماً، بينما عمره الحقيقي 62 عاماً. هذا الخطأ، وإن اعتُبر “زلة لسان”، يضاف إلى أدائها المخيب في البرنامج الخاص، مما يعزز الحاجة إلى إعادة تقييم الكفاءات في “دوزيم”. الانتقادات المتكررة تشير إلى ضرورة التخلي عن الأسلوب الرتيب وبعض الممارسات التي تفتقر إلى المهنية.
دعوة للتجديد والإصلاح
يُظهر هذا البرنامج حاجة الإعلام العمومي إلى ضخ دماء جديدة، خاصة من الشباب والمواهب الواعدة، لمواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية في المغرب. هناك إجماع على أن “دوزيم” بحاجة إلى إعلاميين يتمتعون بالكفاءة العالية والضمير المهني، قادرين على التعامل مع قضايا حساسة بمسؤولية، بدلاً من الانزلاق إلى الخطابات الشعبوية أو السعي وراء “البوز”. تجديد الأساليب واستبدال “الغرور” بالمهنية يمكن أن يعزز مكانة الإعلام العمومي كمنصة للنقاش الهادف.
رغم المبادرة الإيجابية لـ”دوزيم” في مناقشة قضايا الساعة، أظهر أداء البرنامج أوجه قصور في الإعلام العمومي، خاصة في إدارة النقاشات الحساسة. الحاجة ملحة لتجديد الكفاءات وتعزيز المهنية لضمان تقديم محتوى يليق بتطلعات المشاهد المغربي.
ما رأيك في أداء الإعلام العمومي في تناول القضايا الوطنية؟ شاركنا وجهة نظرك في التعليقات.