
جبهة البوليساريو تُبدي مرونة غير مسبوقة في ملف الصحراء المغربية
العالمية نيوز AlalamiyaNews
شهدت الجبهة الانفصالية البوليساريو الخميس 23 أكتوبر 2025، تحولًا ملحوظًا في مواقفها التقليدية المتصلبة، حيث وجه زعيمها إبراهيم غالي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تضمنت مقترحًا “موسعًا” لحل سياسي “مقبول من الطرفين”. عبّر فيه عن استعداد الجبهة لتقاسم “فاتورة السلام” مع المغرب، بشرط توفر إرادة سياسية مغربية لتحقيق حل عادل وسلمي ودائم للنزاع.
خطاب جديد من غالي: هل هو انعطافة حقيقية؟
أكد غالي أن جبهة البوليساريو “تؤمن إيمانًا راسخًا بإمكانية التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم، وفق مبادئ القانون الدولي، إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية”، مؤكدًا أن الاعتماد على الوضع الراهن لم يعد خيارًا مجديًا. هذا الخطاب، الذي ينحرف عن التصلب التقليدي للجبهة، يثير تساؤلات حول دوافعه: هل هو نتيجة الدعم المتزايد للموقف المغربي من قوى عالمية وإقليمية؟ أم نجاح المغرب دبلوماسيًا بتغيير مواقف دول وفتح قنصليات في أقاليمه الجنوبية؟ أم تأثير إعلان الولايات المتحدة نيتها التدخل لإيجاد حل خلال الأشهر المقبلة؟
تقرير الأمم المتحدة: دعم للمسار المغربي
أصدر أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، تقريره السنوي حول الصحراء المغربية، توصية بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” لـ12 شهرًا حتى 31 أكتوبر 2026. استعرض التقرير التطورات من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025، مشيدًا بالجهود المغربية في تعزيز حقوق الإنسان في أقاليمه الجنوبية، بينما أشار إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، مما يعزز المسار الإيجابي نحو حل نهائي.
سياق التغيير: هيمنة المغرب دبلوماسيًا
منذ سنوات، يتجه ملف الصحراء نحو حل يدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربي، رغم محاولات بعض الأطراف عرقلة المسار. نجاح المغرب في بناء تحالفات دولية، إلى جانب ضعف موقف الجبهة وداعميها، يشير إلى اقتراب الحل النهائي، خاصة مع تدخل أمريكي محتمل. هذا التحول يضع الجبهة في موقف دفاعي، مما قد يكون دفع غالي لعرض مقترحات جديدة.
تأثير على المنطقة
هذا التطور قد يغير ديناميكيات المنطقة، حيث يواجه الشارع الجزائري حقائق جديدة قد تؤثر على استقرار النظام الداعم للبوليساريو. في المقابل، يستمر المغرب في تعزيز مكانته كقوة إقليمية طموحة، مدعومًا بإنجازات اقتصادية وسياسية.
هل يمثل هذا الخطاب تحولًا حقيقيًا أم مجرد تكتيك مؤقت؟ أخبرنا في التعليقات!